03-يوليو-2022
أسعار السلع

الترا فلسطين | فريق التحرير

حذّر خبيران اقتصاديان من رفع بعض التجار لأسعار سلع أساسية في السوق الفلسطيني، بذريعة ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل، داعين الحكومة لضبط السوق، واتباع سياسية مراعية لمصالح جميع الأطراف. 

 تخطّى سعر صرف الدولار حاجز 3.50 شيقل، وذلك للمرة الأولى منذ سنوات 

وتوقع الخبيران في أحاديث منفصلة لـ "الترا فلسطين" أن يؤثر سعر صرف الدولار تدريجيًا، على أسعار بعض السلع المستوردة في السوق الفلسطيني، خاصة تلك التي يُدفع قيمتها بالدولار الأمريكي كالوقود والقمح والسكر والذهب. 

وسجل سعر صرف الدولار مقابل الشيقل، ارتفاعًا غير مسبوق، خلال الأيام الماضية، حيث تخطى سعر الصرف حاجز 3.50 شيقل، للمرة الأولى منذ سنوات.

أستاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزة معين رجب، توقع أن يؤثر ارتفاع سعر صرف الدولار بشكل مباشر على مستوردي السلع في السوق الفلسطيني، لأن غالبية السلع المستوردة تُدفع قيمتها بالدولار الأمريكي. وأوضح في حديث لـ "الترا فلسطين" أن التجار سيضطرون إلى استبدال الشيقل بالدولار بسعر أعلى لدفع قيمة الواردات، وفي النهاية سيتحمل المواطن الفلسطيني هذه التكلفة الإضافية. 

وتوقع رجب أن يكون تأثير ارتفاع سعر الدولار، على أسعار السلع في السوق الفلسطيني بصورة تدريجية، وليست فورية.  

وأشار رجب إلى أنه لم يكن هناك سبيل لتحاشي ارتفاع أسعار الدقيق والزيوت والسكر والوقود والتي تأثر بها المواطن الفلسطيني مؤخرًا، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن الحكومة لم تتخذ سياسات لضبط عملية هدر الارتفاع في الأسعار خلال الفترة الماضية. 

معين رجب:  الحكومة لم تتخذ سياسات لضبط عملية هدر الارتفاع في الأسعار 

وتابع أن مشكلة ارتفاع الأسعار قائمة، والمستهلك غير قادر على تغطية احتياجاته بالقدر السابق، في ظل أزمة الرواتب والدخل الثابت.

وأضاف: يفترض أن تقوم الحكومة بتعويض المواطنين في هذه الحالة كزيادة الراتب وتخفيض الضرائب، وإلا فإن التداعيات ستكون كبيرة ومتنوعة وشاملة، وطالب الجهات الحكومية بإيجاد سياسية تراعي مصالح جميع الأطراف لتخفيف الأضرار المترتبة عليهم. 

من جانبه، أكد نصر عبد الكريم أستاذ العلوم المالية والمصرفية في الجامعة العربية الأمريكية، أن ارتفاع صرف سعر الدولار سيؤثر على السلع المستوردة، والتي يتم دفع قيمتها بالدولار مثل النفط والذهب، وذلك في حال استمرار ارتفاع الدولار، وتجاوز عتبة الـ 3.80. 

وأضاف عبد الكريم في حديث لـ "الترا فلسطين"، أنه لا يوجد مبرر في الوقت الحالي لارتفاع أسعار السلع لاعتبارين، وفي حال حصل ذلك فإنه بحاجة إلى فترة زمنية تتراوح ما بين شهر إلى شهرين، حتى تصل السلع التي تم التعاقد عليها بالسعر الجديد إلى يد المستهلك. 

نصر عبد الكريم: أسعار السلع ستتأثر إذا ما استمر سعر صرف الدولار بالارتفاع، وهذا بحاجة لفترة زمنية  

ويرى عبد الكريم أنه يوجد اعتبارين لعدم ارتفاع الأسعار، الأول أنه لا يتم دفع قيمة جميع السلع المستوردة بعملة الدولار، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من السلع التي يتم استيرادها من الصين وتركيا ومصر بعملة ثانية. 

أما الاعتبار الثاني وفق عبد الكريم، فهو أن ارتفاع الدولار أمام الشيقل يوجد به نوع من المبالغة، إذ أنه لم يرتفع أكثر من نسبة 3 إلى 4 % خلال الأشهر الأربعة الماضية، مبينًا أن هذا الارتفاع غير حاد لدرجة أن يؤثر على أسعار السلع المستوردة بصورة آنية. 

وأشار عبد الكريم إلى أن المواطن الفلسطيني لم يلمس انخفاضًا في أسعار السلع عندما انخفض سعر صرف الدولار مقابل الشيقل في الماضي، فلماذا الآن سترتفع أسعار السلع. 

وحذر عبد الكريم من أن بعض التجار يستفيدون من هذه الفرصة بذريعة ارتفاع صرف الدولار، داعيًا الحكومة إلى أن تنوب عن المواطن في الدفاع عن مصالحه وضبط الأسواق، وذلك عبر الوقوف في منتصف الطريق بين التاجر والمواطن، حتى تؤمن حقوق الجميع بتوازن. 

وتشهد الأسواق في الضفة الغربية وقطاع غزة هذه الأيام زيادة غير مسبوقة في أسعار السلع الأساسية، كالخبز والزيوت والسكر والبقوليات والوقود، ويُرجع مسؤولون السبب إلى الأزمة الروسية الأوكرانية.