08-أبريل-2018

منذ منتصف السبعينيات؛ حظي غزّيون بمنح للدراسة في روسيا، تحديدًا في تخصصات الطب، وبعد إنشاء السلطة الفلسطينية بناءً على اتفاق أوسلو، عاد هؤلاء الأطباء إلى البلاد وبرفقتهم زوجاتهم الروسيّات.

  الترا فلسطين، التقى كاتيرنا، وايلينا، وليديا، وهُنّ روسيّات تزوجن بفلسطينيين، وأقمن في قطاع غزة، واطلع على تفاصيل حياتهن..  

وتقول القنصلية الروسية في رام الله، إن 210 روسيّات تزوّجن من فلسطينيين في قطاع غزة.وقد عايشت الفلسطينيات من أصل روسيّ ظروف الحصار والحروب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، وأصبحن اليوم رائدات في أعمالهن في حقول الطب والموسيقى والرياضة، وتخصصات التجميل.

اقرأ/ي أيضًا: طلاب أجانب في غزة: هنا ما يستحق الحياة!

"كاتيرنا اناتولي صيام"، روسية الأصل من مدينة أستراخان جنوب شرق موسكو، تعمل اليوم طبيبة متخصصة في مجال النساء والولادة في عيادة حكومية بغزة منذ عام 2004. قدمت إلى غزة بعد ثلاثة أشهر من اندلاع انتفاضة الأقصى، وحصلت على الهوية الفلسطينية عام 2008.

حضرت كاترينا لغزة ومعها طفلتها الرضيعة عُلا، بعد زواجها بالطبيب زياد صيام، حيث كانت الانتفاضة في بداياتها، وبعد أقلّ من عام استشهد شقيق زوجها بعد تنفيذه عمليّة في مستوطنة "ايلي سيناي" شمال قطاع غزة، ما اضطرها للمكوث في القطاع، وبعد ثلاثة أعوام، بدأت العمل في عيادة حكوميّة.

[[{"fid":"71352","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":350,"width":525,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]

استمرّت كاترينا في معالجة السيّدات فترة أحداث الانقسام وما بعدها، وقررت تجنّب السياسة وما ترتّب عليها، حين استكف العديد من الأطباء عن العمل ورفضوا التعامل مع الحكومة التي شكّلتها حماس بغزة بعد أحداث 2007. وتقول إنّ المرأة في روسيا تتحمّل لأجل أسرتها كما تفعل المرأة الفلسطينية، لكنّ المختلف نوعًا ما هو حرية العمل والاختيار.

وتقول كاترينا إنّ ظروف قطاع غزة مهما كانت صعبة، فلا بُد لها أن تصمد كما يصمد الجميع. فهي تحاول ومنذ أربع سنوات زيارتة عائلتها في روسيا، لكّنها لا تستطيع التنقّل رغم حملها جواز السفر الروسيّ، فالاحتلال يرفض دخولها عبر معبر "ايرز"، بينما معبر رفح مغلق بشكل شبه دائم.

اقرأ/ي أيضًا: عن "الشجاع" بوتين و"الوفاء الفلسطيني" له!

أمّا مُدرّسة الموسيقى "ايلينا رضوان" وهي من مدينة فورونيج جنوب غرب روسيا، ومتزوجة من طبيب الجراحة عصام رضوان، فقد تخرّجت من معهد خاص للموهوبين الموسيقيين، وتُدرّس حاليًا في معهد "ادوارد سعيد" على عزف آلة الكمان.

تزوّجت ايلينا عام 1996، وأنجبت ثلاثة أطفال (طفلان وطفلة)، وعادت لتعيش مع زوجها في غزة عام 2005. تقول عن القطاع وقتها أنّ فوضى السلاح كانت تعمّه، أمّا الموسيقى فلم يهتم لها أحد، ولم تعثر على أي معهد موسيقيّ يمكن أن تُمارس عملها فيه.

وفي عام 2008، افتتح معهد ادوارد سعيد فرعًا له في مدينة غزة، تمكّنت "ايلينا" من العمل فيه، لكنّ الحرب لم تكن بعيدة، ففي نهاية العام، بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، فاضطرت للسفر إلى روسيا، وعادت بعد ثلاثة أشهر.

[[{"fid":"71353","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"2":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":350,"width":525,"class":"media-element file-default","data-delta":"2"}}]]

عادت إيلينا إلى قطاع غزة، على أمل تأسيس جيل من أطفال غزة يحبّون الموسيقى رغم الدمار والحصار الذي شاهدوه.

وفي عدوان 2014 الذي استمرّ نحو 50 يومًا، عايشت ايلينا أوّل ثمانية أيام منه، وغادرت مجددًا إلى روسيا، لتُنجب طفلتها. وتقول إنّها كانت تتلقى عشرات الرسائل بعد انتهاء العدوان من طلابها في غزة، والذين عبّروا فيها عن اشتياقهم لها، مشيرةً إلى أنّها رأت أن وجودها في غزة مهم لهم، علّهم يتناسون آلامهم، ولو بشكل مؤقت.

تقول ايلينا إنّها تتأقلم بشكل سهل في قطاع غزة الذي تجد فيه نسبة تعليم مرتفعة، لكنّ الشيء الذي لا تستطيع التأقلم معه بتاتًا هو إغلاق معبر رفح، وحرمانها من زيارة أسرتها في روسيا".

اقرأ/ي أيضًا: فيديو | "طفل البصل".. أيقونة أخرى لـ مسيرات العودة

 ليديا صلاح، هي الأخرى، روسيّة من فولغوجراد الروسية، تقيم في غزة منذ عام 1997 مع زوجها طبيب الأسنان إيهاب صلاح. درست المحاسبة في الجامعة، وحصلت بعد ذلك على دورات في التجميل والعناية بالبشرة في روسيا، وهو ما ساعدها في العمل في هذا المجال بغزة، اعتبارًا من عام 2000.

[[{"fid":"71354","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false},"type":"media","field_deltas":{"3":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":false,"field_file_image_title_text[und][0][value]":false}},"link_text":null,"attributes":{"height":350,"width":525,"class":"media-element file-default","data-delta":"3"}}]]

تقاربت ليديا مع المجتمع الغزيّ سريعًا، وتعرّفت على عاداته وتقاليده، وبدأت تتأثر جرّاء الاحتلال الإسرائيلي في بداية الانتفاضة الثانية، مرورًا بسنوات الحصار ومن ثم العدوان، ولا تنسى مأساة العدوان الأول عليها عندما استشهدت صديقتها الأوكرانية الينا.

غادرت قطاع غزة أثناء العدوان الإسرائيليّ عام 2008، لكنّها عايشت عدوان 2012 و2014. تقول إنّها تحظى بثقة الكثير من النساء الغزيات اللواتي يعتمدن على استشاراتها وجلساتها في العناية التجميلية وبالبشرة.

تقول في حديثها لـ "الترا فلسطين" إنّ "المجتمعات فيها مشاكل ومصاعب وهموم، ولا يجب أن ننظر بشكل مظلم إلى قطاع غزة.. بجب أن نعيش ونعمل تحت أي ظرف".


اقرأ/ي أيضًا:

قرب المكان المنقرض: غزة وممكنات مخيّمها

صور | مقاومة سلميّة في غزة.. إليكم أدواتها

ليالي الساهرين على "عتبة البلاد".. صور وفيديو