الترا فلسطين | فريق التحرير
قمعت الأجهزة الأمنية في طولكرم ليلة السبت/ الأحد، وللمرة الثانية، مسيرة شعبية خرجت في المدينة احتجاجًا على ملاحقة الأمن الفلسطيني لعناصر من "كتيبة طولكرم - الرد السريع"، التي بدأت نشاطها العسكري ضدّ الاحتلال مؤخرًا عقب مجزرة نابلس.
تتهم "كتيبة طولكرم - الرد السريع" الأمن الفلسطيني بملاحقة عناصرها، الأمر الذي دفع بعشرات الشبّان للخروج في مسيرات احتجاج
وتستخدم الأجهزة الأمنية قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت في قمع الاحتجاجات التي تشهدها وسط مدينة طولكرم وتمتد إلى شوارعها ومداخل ومدخل المخيم، فيما يرد الشبان بالحجارة والزجاجات الفارغة وإشعال الإطارات المطاطية، وإغلاق مفترقات طرق رئيسة.
ومساء يوم 22 شباط/ فبراير الماضي، بعد مجزرة الاحتلال في مدينة نابلس التي راح ضحيتها 11 مواطنًا وأكثر من 100 جريح، ظهر عدد من المسلحين الملثمين وسط طولكرم، وأعلنوا عن إطلاق كتيبة "الرد السريع".
وبعد أيام من إعلان أفراد "الكتيبة" عن انطلاقتها، بدأت الكتيبة تلمّح في بياناتها عبر "تيليغرام" إلى ملاحقة الأجهزة الأمنية، وفي أحد البيانات دعت عناصر الأمن إلى "كف يدهم".
وعلم "الترا فلسطين" من مصدر خاصّ أن الأجهزة الأمنية تلاحق عناصر كتيبة طولكرم منذ الإعلان عن تشكليها، وتحديدًا الشاب المسلح الذي قرأ البيان وسط طولكرم، بعد أن تمكنوا من تحديد هويته.
وأضاف المصدر أن الأجهزة الأمنية كثّفت بحثها عن الشاب، وقد داهم "جهاز الأمن الوقائي" منزله لاعتقاله، لكنه لم يكن موجودًا.
وبعد عدة أيام داهمت قوات الاحتلال منزل الشاب نفسه في محاولة لاعتقاله، لكنهم لم يعثروا عليه، وبات الآن من المطاردين للاحتلال وفق المصدر.
وتشكّلت حالة التفاف شعبي في طولكرم حول عناصر الكتيبة مثلما حدث في باقي المناطق، وفقًا للمصدر الذي أشار إلى أن الأمور "تطوّرت" إلى حد التصادم مع أجهزة الأمن رفضًا لملاحقة عناصر الكتيبة.
حاولنا في الترا فلسطين التواصل مع محافظ محافظة طولكرم عصام أبو بكر للحصول على تعقيب ولكن لم يتم الردّ
من جانبه، قال سهيل سلمان عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وأحد القيادات المحلية في طولكرم، لـ "الترا فلسطين" إن مظاهرات احتجاجية تشهدها مدينة طولكرم من قبل مجموعة من الشبان، تحديدًا منذ قمة العقبة.
وأضاف أن هذه المظاهرات تعبير عن رفض قمة العقبة، وللدفاع عن "كتيبة طولكرم" التي تشكّلت مؤخرًا، ورسالة على الالتفاف الشعبي حول هذه الكتيبة، وعلى إثرها وقعت مواجهات مع الأمن منذ يومين.
وعبّر سلمان عن رفضه القاطع لاستخدام العنف والقمع من قبل الأجهزة الأمنية، وقال إن ما يجري مظاهرات سلمية، ومن حق الناس التعبير عن رأيها.
وأشار إلى أنه لا يتوفر لديه معلومات دقيقة عمّا إذا كانت الأجهزة الأمنية تلاحق فعلًا عناصر "كتيبة طولكرم"، لكنّه أشار في الوقت ذاته إلى أن عناصر الكتيبة لم ينشروا بياناتهم جزافًا، و"لا يوجد دخان بدون نار".
في المقابل رفض فيصل سلامة رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم، وصف ما يجري في طولكرم بـ "القمع"، وقال إن ما يحدث أنه يتم إشعال إطارات وحاويات وقلبها في الشارع وعرقلة حركة المرور، الأمر الذي يخل بالأمن والنظام وفق قوله، بالتالي تتدخل الأجهزة الأمنية.
وأضاف سلامة: الصراع مع السلطة والمجتمع المحلي مرفوض، ونحن مع تعزيز السلم الأهلي كأبناء شعب واحد، ونرفض الخلافات الجانبية، لأن العدو المركزي هو الاحتلال والاستيطان الذي نقاومه معًا.
وردًا على بيانات "كتيبة طولكرم" التي تتهم الأجهزة الأمنية بملاحقتها، وأنّ المسيرات في المدينة تخرج رفضًا لذلك؟ ردّ سلامة بالقول: "هذه مجرد بيانات، ولا نعرف مصدرها، ومن يقف خلفها، ونحن مع الاحتجاجات السلمية والمظاهرات المنظمة وطنيًا، وفي نفس الوقت ضد الفوضى والفلتان والشغب، لأن الاحتلال يتربّص بنا.
وحول إن كان يدعو لوقف ملاحقة أجهزة الأمن لعناصر الكتيبة، ردّ سلمان، أن حكومة الاحتلال اليمينية لم تبق أمام الشعب الفلسطيني إلا رصّ الصفوف والوحدة على برنامج كفاحي لمقاومة هذا الاحتلال، وبدون ذلك لا يوجد أمل.
كتيبة طولكرم قد نشرت عدة بيانات صحفية عبر مجموعتها على تيليغرام، خاطبت فيها عناصر الأمن، وطالبتهم بالكف عن ملاحقة عناصرها
وكانت كتيبة طولكرم قد نشرت عدة بيانات صحفية عبر مجموعتها على تيليغرام، خاطبت فيها عناصر الأمن، وطالبتهم بالكف عن ملاحقة عناصرها، وأشارت إلى أنها ترفض الصدام معهم.
وقالت الكتيبة في أحد البيانات مخاطبة الأمن "لا تكونوا أول من قاتل وأول من خان، نحن لا نريد المواجهة معكم فأنتم إخواننا وأبناء عمومتنا وأخوالنا أنتم سندنا".
وأضافت: "كيف نهون عليكم ونحن إخوتكم الذين نشأنا وكبرنا على قصص بطولاتكم، ونحن الامتداد الشرعي لنضالكم".
ودعت الكتيبة عناصر الأمن للكف عن ملاحقة أفرادها: بالقول: "كفوا عن ملاحقتنا ومتابعتنا، نحن لا نشكك في وطنيتكم، ولكن قيادتكم لا ثقة لنا بهم (...) نحن لا نريد ولا نرغب بمواجهتكم فدماؤكم ودماؤنا واحدة، كونوا لنا درعًا نكون لكم سيفًا (...) وحتى وإن رفعتم سلاحكم علينا وقتلتمونا فلتقطع أيادينا إن رددنا بالمثل، فنكون كمن قتل نفسه مرتين".