26-يوليو-2022
صورة تعبيرية - getty

الترا فلسطين | فريق التحرير

منذ انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك وحتى اليوم، لم تفتح جمعية الإحسان الخيرية لرعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة أبوابها في مدينة الخليل، لتقديم الخدمات لذوي الإعاقة المقيمين فيها بشكل دائم، بسبب إغلاق بنوك فلسطينية الحسابات المصرفية للجمعية. 

مؤسسات خيرية تشتكي من أنّ البنوك الفلسطينية تغلق حساباتهم المالية، وإحدى الجمعيات أعلنت إغلاق أبوابها

ولم تفلح جهود الجمعية مع البنوك، والمراسلات للمؤسسات الرسمية في إعادة فتح حساباتها المصرفية المغلقة منذ نحو أربعة أشهر بسبب "معايير دولية" تحارب تمويل الجمعيات الخيرية في فلسطين، ما دفع الجمعية للإعلان عن إغلاق أبوابها، وتنظيم اعتصام في مدينة الخليل. 

وكشف رئيس مجلس إدارة جمعية الإحسان الخيرية د. سميح دويك في حديث مع "الترا فلسطين" أن آخر التطورات التي وصلتها القضية، تتمثّل بتوقيع كتاب رسمي يوم الإثنين في وزارة الداخلية وسلطة النقد إلى البنوك، كي يتم إعادة فتح حساب فعّال للجمعية.

وحول تفاصيل القضية، أوضح دويك أنه في العام 2006 وُضعت كافة الجمعيات والمؤسسات الخيرية في فلسطين على "قائمة سوداء دولية"، وتم من خلالها منع تحويل الأموال من الخارج إليها. وأضاف أنه بسبب اسم الجمعية "الإحسان" كان هناك قرار أمريكي ضد مؤسسة أخرى فلسطينية تحمل الاسم ذاته، لذا تم إدراج المؤسسات الفلسطينية التي تحمل نفس الاسم على "القائمة السوداء".

وتابع أنهم واصلوا العمل بشكل طبيعي، إلا أنه في بداية 2022 بدأت البنوك بوضع العراقيل على عملهم، بحيث ترفض إيداع أموال في حساباتهم، وترفض تحصيل الشيكات الآجلة لهم، وتُرجع الشيكات الصادرة من حساب الجمعية.

وعند مراجعة البنوك تم تقديم ذرائع داخلية، بحسب دويك لكن الجميعة ردت عليهم بأنها ستذهب إلى الأطر القانونية لأنها تسير بشكل قانوني ولا توجد لديها أي مشاكل، ولكن الأمر تطوّر حتى وصل إليهم كتاب نهائي من البنوك بإغلاق كافة الحسابات المصرفية لهم يوم 25 آذار/ مارس الماضي.

وقال دويك إنهم تواصلوا مع وزارة التنمية الاجتماعية، وهي بدورها تواصلت مع سلطة النقد، وأصدرت توجيهات للبنك بأن تجتمع معهم في محاولة لإيجاد حل يرضي الطرفين، لكن البنوك رفضت، وتذرعت بأمور داخلية "تخص إدارة الحساب عندهم".

التصنيفات الدولية الجائرة هي السبب! 

ونوّه دويك إلى أن الجمعية تعمل داخل أراضي السلطة الفلسطينية وفي إطار القانون الفلسطيني، ومعها التفويض الكامل من وزارة الداخلية ووزارة التنمية الاجتماعية، والميزانيات لديها دقيقة وشفافة وتفوز بإجماع الهيئة العامة والجهات الرقابية، ولا يوجد لديها أي مشكلة في هذا الجانب، ولكن التصنيفات الدولية الجائرة هي السبب.

ووفقًا للقائمين عليها، تقدّم جمعية الإحسان الخيرية خدماتها منذ 40 عامًا، ولديها خدمة الإيواء للأشخاص شديدي الإعاقة الحركية والعقلية المركّبة، وتقدّم خاماتها لـ 120-150 نزيلًا من شتى المحافظات، ومثل هذا العدد لطلبة يتلقون خدمات مهنية وتعليمية لتعديل السلوك في مدرستها ومراكزها، كما يتلقى نحو 1500 شخص شهريًا جلسات العلاج الطبيعي أو العلاج الوظيفي أو علاج الأسنان أو الطوارئ، وكلّ هؤلاء حُرموا من خدمات الجمعية منذ انتهاء عطلة عيد الأضحى، ما دفع مجلس الإدارة للذهاب نحو إغلاق الجمعية في ظلّ عدم تفعيل حسابها البنكيّ، وذلك ليتجنّبوا أي مساءلات قانونية لاحقًا.