13-فبراير-2022

ألفا إصابة جديدة بالسرطان في قطاع غزة سنويًا (MOHAMMED ABED/Getty)

تُضاعف "إسرائيل" معاناة مرضى السرطان في غزة، بعدم إصدارها تصاريح سفر بغرض العلاج تمكنهم من الوصول إلى مستشفيات الداخل ومستشفيات الضفة، في ظل عدم وجود مستشفى متخصص في القطاع.

  قيود "إسرائيل" وعدم توفّر العلاج بالضفة يهدد حياة مرضى السرطان بغزة 

وإضافة للمعيقات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيليّ، يشتكي مرضى السرطان بغزة، من تلكؤ وتأخير في الحصول على التحويلات الطبيّة من وزارة الصحة الفلسطينية، إضافة لعدم توفّر العلاج في المستشفيات الفلسطينية التي يتم تحويلهم إليها في الضفة الغربية.

ميّ أبو دية (27 عامًا) تعاني من سرطان في الغدد اللمفاوية وصل للدرجة الرابعة، وقد أجرت عملية جراحية في يوليو/ تموز الماضي في مستشفى الشفاء بغزة لاستئصال الكتلة السرطانية، وحصلت بعدها على عدة تحويلات لاستكمال العلاج في الضفة الغربية إلا أنها لم تتمكن من السفر بسبب رفض الاحتلال.

يقول والدها تيسير أبو دية إنّ المرض تفشى في جسد ابنته، وباتت تعاني من مضاعفات كبيرة وخطيرة وهي في انتظار الحصول على التحويلة والموافقة الإسرائيلية، إلى أن تم الحصول عليها في 8 شباط/ فبراير الجاري، إلى المستشفى الأهلي في الخليل.

اقرأ/ي أيضًا: "مسار".. معركة نفسية على السرطان

ويضيف أنّه توجّه إلى المستشفى الأهلي في الخليل برفقة ابنته، على أمل حصولها على علاج الإشعاع باليود، وفور وصولهم إلى المستشفى فوجئوا بطلب الطبيب سرحان زيادة مسؤول العلاج النووي، من جميع مرضى قطاع غزة (عددهم 19) بالعودة إلى قطاع غزة بسبب عدم توفّر العلاج، والعودة في نهاية الأسبوع الأول من شهر آذار/ مارس المقبل.

ويوضح أبو دية أن ابنته باتت تعاني من حالة نفسيّة وصحية صعبة، بعد إبلاغها بعدم توفّر العلاج، وتساءل عن سبب منح ابنته تحويلة طبيّة للعلاج في المستشفى في ظلّ عدم توفّر العلاج فيه.

 يخشى الخمسيني أبو دية أن تذهب ابنته (الأمّ لطفلين) ضحيّة لعدم توفّر العلاج لمرضى السرطان 

وقبل نحو شهر توفي الطفل سليم النواتي من قطاع غزة والمصاب بسرطان الدم، بعد أن رفضت عدة مستشفيات في الضفة الغربية استقباله لعدم توفر العلاج، بسبب تراكم ديون المستشفيات على الحكومة.

اقرأ/ي أيضًا: في يومه العالمي.. الصحة: السرطان ثاني مسبب للوفاة في فلسطين

وكانت لجنة شكّلتها وزيرة الصحة مي الكيلة للتحقيق في ظروف وفاة الطفل النواتي، قد أوصت بتحويل ملف وفاته إلى النيابة العامة للتحقيق فيه، وإعادة النظر في آلية عمل قسم التحويلات الطبية، مؤكدة أن "سقوطًا أخلاقيًا وإنسانيًا" حدث في هذا الملف.

مناشدة لتوفير العلاج

معاناة الشابّة المريضة أبو دية ليست الحالة الوحيدة، فالمسن مصباح الشيخ (67 عامًا) يعاني هو الآخر من مرض السرطان في المستقيم والرئتين والكبد، وقد سافر مؤخرًا مرتين إلى الضفة الغربية لتلقي العلاج، لكنّه عاد دون الحصول عليه بدعوى عدم توفّره.

ويوضح الشيخ أنه جرى تحويله إلى مستشفى النجاح لمرتين لكنه لم يتلقى العلاج فيهما، فيما تلقى 4 جلسات علاج كيماوي في مستشفى المطلع، دون تلقي أي علاج آخر. 

اقرأ/ي أيضًا: "حلم ريم" مبادرة لإنشاء مركز لزراعة النخاع في مستشفى المطلع

ويتساءل: إذا كانت "المستشفيات الكبرى" لا يتواجد فيها العلاج فأين يبحث عنه المرضى؟، مضيفًا "لست متأسفًا على عمري، بقدر أسفي على المرضى الذين يموتون دون أن يتمكنوا من تلقي العلاج".

ويقول إنّه لا يتناول الطعام منذ شهرين بسبب وجود كتلة سرطانية على الكبد، ويعيش بدلًا من ذلك على "الماء وعصير الليمون فقط"، وقد أصبح وزنه 50 كيلوغرامًا.

ويزيد عدد مرضى السرطان في قطاع غزة عن 12.5 ألف مريض وفقًا لإحصائية نشرتها الحملة الأهلية لمرضى السرطان. ووفقًا للحملة، يجري اكتشاف 180 حالة جديدة شهريًا في قطاع غزة، بزيادة سنوية تقدر بحوالي ألفي مصاب.

علاجٌ غير موجود

بدوره أصدر المستشفى الأهلي في الخليل بيانًا توضيحيًا، ذكر فيه أن المريضة ميّ تيسير أبو دية حضرت إلى المستشفى بتاريخ (9 شباط/ فبراير) لأخذ جرعة يود مشع، ولم يتم العلاج باليود وذلك بسبب عدم توفّر المواد، منوّهًا إلى أن العلاج سيكون متوفرًا بعد أقل من شهر من تاريخ اليوم.

بيان المستشفى الأهلي في الخليل، بخصوص المريضة أبو دية

قيود إسرائيلية

وبحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان، فإنه وخلال عام 2021 حرمت سلطات الاحتلال ما نسبته (36%) من مرضى السرطان المحوَّلين للعلاج خارج قطاع غزة، ما يتسبب في مضاعفات خطيرة تهدد حياة المرضى.

اقرأ/ي أيضًا: سرطان الرئة في فلسطين: 70% من الحالات مدخنون وتزايد إصابة النساء

ووثق المركز وفاة 63 مريضًا ومريضة كانوا ينتظرون الحصول على موافقة إسرائيلية للمرور عبر حاجز بيت حانون (إيرز) بين السنوات من 2017 - 2021، بينهم 8 أطفال و22 سيّدة.

ويقول المركز الحقوقيّ إنّه ورغم "الدور الكبير الذي تقوم به دائرة العلاج بالخارج في وزارة الصحة" إلا أن كثيرًا من مرضى قطاع غزة يشكون تأخّر منحهم التحويلات الطبية والتغطية المالية، وأحيانًا من التأخُّر في تجديد التحويلات للمرضى الذين أمضوا سنوات في العلاج واقتربوا من التماثل للشفاء ما يسهم في انتكاس حالاتهم. 

ويطالب المركز، المجتمع الدولي بالتدخّل لوقف القيود المفروضة على حقّ الفلسطينيين في تلقي الرعاية الصحية المناسبة، وضمان وصول المرضى إلى المستشفيات، وتقديم أشكال الدعم كافة لقطاع الصحة الفلسطيني ليتمكن بدوره من تقديم الخدمات الصحية لمرضى السرطان.


اقرأ/ي أيضًا:

عن الأزمة العميقة للقطاع الصحّي في فلسطين

دائرة التحويلات الطبية.. انتظار وأخطاء وشكاوى

الخليل: مراكز أشعة غير مرخصة وأجهزة متهالكة